البطل السوري الشهيد باسل ملك اسحق ليس بشهيد عائلة أو ديانة أو مذهب أو طائفة أو عرق أو أي شيء من هذا القبيل الضيق المقيت، و إن كان بعضهم يصرّ على ذلك فباسل شهيد العائلة السورية الواحدة ، و شهيد الديانة السورية, وشهيد المذهب السوري, وشهيد الطائفة السورية.
رحمةً بروح باسل الطاهرة وعرفاناً بزكي دمّه علينا ألا نحرّف المسار والغاية النبيلة اللذين استشهد في سبيلهما شهيدنا البطل، باسل ابن القامشلي لم يكن شهيد عائلته فحسب لإنه لم يحمل سلاحه ووقف في القامشلي على باب داره ليدافع عن عائلته الصغيرة فقط ، باسل لم يكن شهيد ديانته فحمل سلاحه على باب مسجد أو كنيسة ليدافع عنهما ، الشهيد باسل ملك اسحق ابن القامشلي سافر من مدينته في أقصى شمال شرق سوريا إلى جنوب غرب سوريا البعيد في الزبداني ليدافع عن بلده الحبيب و أخيه السوري في البعيد البعيد لإيمانه بسوريا، و لإيمانه بأن أي شبر في الجمهورية العربية السورية هو جزء من بيته الكبير ، و أن أيّ سوري على أرض الوطن الحبيب هو فرد من أفراد عائلته الكبيرة.
استشهد الشهيد و هو يحارب تحت راية العلم السوري، العلم الذي أفنينا عمرنا ونحن نهتف له من كلمات خليل مردم بيك :
رفيفُ الأماني وخَفـقُ الفؤادْ … عـلى عَـلَمٍ ضَمَّ شَـمْلَ البلادْ
باسل لم يكتفي بترديد النشيد والعيش على وقع الكلمات وشجون الذكريات، بل أنه سارع إلى واجبه الوطني عندما ناداه العلم ليضم شمل البلاد من أقصى شمال شرقها إلى ابعد جنوب غربها تحت راية آمن بها كما معظمنا مؤمن بها ، في وقت تنصل فيه البعض من ماضيهم و من رايتهم و أخبرونا أن كلماتهم تحت ذلك البيرق كانت محض كذب ،و البعض انزوى ليقول لنا أنه يقف على الحياد لإنه لا يستطيع تحمّل عبء كلمات النشيد و أنه يريد أن يعيش حياته بـ"سلام"، وأيّة حياة بلا وطن ولا كرامة ؟ والبعض يرى أن العلم شأنه شأن أي قطعة قماش ويتعامل معها كما يتعامل مع جراباته التي يغيرها كل يوم ، هؤلاء من تصنيف كل من "تجوز أمي صار عمي" لا أمل يرجى من حديث معهم.
استشهد باسل في سبيل غاية سامية، أمنيتي ألا نقوم بتجيير تلك الغاية السامية وإخضاعها لمآربنا و رؤانا وغاياتنا الخاصة.
استشهد باسل تحت لواء العلم السوري، العلم ذاته الذي سيكلل جثمانه الطاهر غدا محمولا على أكتاف أبناء وطنه، ليقول لنا الشهيد :
زغردي بالفرحة يا امي بالعلم لفوني ويلي كرمالن ضحيت عكتافن حملوني.
Post a Reply