لاجئون؟ لا – الناقد السوري كمال أبو ديب

نص كتبه الناقد السوري الدكتور كمال أبو ديب بتاريخ 26 أيلول 2015 

 

لاجئون؟
لا
لا تلصقوا بهم الكلمة.
إنهم سوريون
والسوريون لايليق بكبريائهم اللجوء،
وفي تاريخهم كله لم يلجأوا بل كانوا دائماً يُلجئون.
ولقد كانوا وما يزالون بين أكثر أهل الأرض كبرياء وعزة نفس وشهامة
شمائل توارثوها من عراقة بدأت تاريخ الحضارة
في أرض هي منبت المدنية
و دمشق التي بدأت في غياهب البدء
وما تزال تشع وهي أقدم مدينة مسكونة دون انقطاع 
لم يخبُ فيها وهج الإنسان وإبداعه عبر التاريخ.
 
لاجئون؟
لا.
إنهم الهاربون من الموت، 
الناجون من شفرات المقصلة.
هاربون بأطفالهم وكبريائهم ونسائهم من فظائع السلخ بعد الذبح،
والتناثر أشلاء متصادمة في زعيق القنابل
هي ذي أمّ هجرت طفلاً جريحاً لتنجو باثنين
وصبايا عصف بهن رعبُ الاغتصاب بقدر ما عصف بهن رعب التنكيل وجزّ الأعناق والموت ، يخترقن الفيافي بصلابة نصل
وفي تزاحم المناكب والرؤوس ثمة "ناديا" المقعدة في السادسة عشرة، تدفع نفسها في كرسيّ المقعدين بيدين نحيلتين فوق الأشلاء و ركام الدمار والحجارة والوحول من إدلب إلى زغرب
وعلى ثغرها ابتسامة المتعة بالمغامرة لأنها ركبت قطاراً وسفينة لأول مرة في حياتها
 تدق أبواب النمسا بيقين أنها ستصل إلى واحة أمان ، تهتف ببراءة
" من يستسلم للفجائع يفنَ"
ونحن لن نفنى.
لا،
لا تصبوا النار في الجراح النازفة فتسمّوهم "لاجئين"
إنهم سابقوا الموت، وعبروا في يأسهم العظيم ، وروعة صبرهم وجلدهم الخارقين، بحاراً وصحارى ، وضربوا هائمين على وجوههم لينقذوا الحياة التي رأوها تذبح وتسلخ وتشوى وتلتهم في سوريا، وصبروا أربع سنين على براكين الموت قبل أن يطاردوا الآفاق وخريطة أوروبا التي لم تأبه لحظة لمآسيهم إلا حين تعفّرت وجوههم بالآلاف على حدودها فصاروا عبئاً على حياتها المترفة وضميرها المحتضِر.
بلى،
إنهم
الهاربون من الموت.
من أجلهم دعونا نحوِّل فيسبوك ، وكل مكان آخر، إلى منبر لحملة عالمية تطالب الدول التي تغلق في وجوههم أبواب النجاة من الموت أن تدرك أنها تغلق بذلك أبوابها أمام روح النبل والتعاطف في الإنسان وتطعن روح المحبة والقيم السامية في المسيحية التي تزعم أنها تنتمي إليها وعليها بنت حضارتها، بل إنها تطعن هذه الروح في أعماق سكانها أنفسهم. ولنطالب هذه الدول أن تتذكر أن معظمها ذات يوم تعرض لأهوال الحروب واجتياح الجيوش وتشريد السكان وأن أهلها بحثوا عن أمان ولقمة عيش كريمة في بلدان أخرى.
ولنذكّر بعضها أيضاً بأنها سبب أول في ما حدث من دمار لسوريا وتشريد لأهلها وتحويلهم إلى هاربين من الموت، لأنها بادرت ، دونما ذنب اقترفته سوريا تجاهها، لتوقد نيران الصراع وتدعم الأطراف المتذابحة منذ أن بدأت الجمرة تتوهج وكانت ما تزال قابلة للانطفاء.
ومن أجلهم أيضاً
لنطلب من البشر العاديين الطيبين في كل بلد ، ومن الكتاب والمفكرين والفنانين وغيرهم، نساء ورجالا وشبابا وكهولا، أن يفتحوا قلوبهم و بيوتهم و بلدانهم لهؤلاء الذين يحملون نزيف جراحهم ونزيف كبريائهم هائمين في صحارى الانسانية باحثين عن مكان لا يحوّم فيه تنين الموت والجريمة فوقهم ليل نهار.
لاجئون؟
لا.
إنهم المنتصرون على الموت وفظائع القتلة، الباحثون عن روح النبل في الإنسان في عالم يدعي الحضارة وتقديس حياة الإنسان وكرامة الإنسان وحق الإنسان في حياة كريمة شريفة آمنه.
ولقد عاش السوريون حياتهم حيثما هاجر بعضهم عبر السنين كريمة شريفة آمنة . وليس في العالم كله بلد هاجروا إليه فأفسدوا فيه واكتسبوا سمعة سيئة، بل لقد أسهموا حيثما رحلوا في البناء والتقدم: من العامل بيديه إلى العالم بعقله ومن السياسي الذي صار رئيساً لموطنه الجديد إلى التاجر الذي أثرى فأغدق مما كسبت يداه وجهده على الآخرين.

 

لاجئون؟
لا.
إنهم
الذين سينتصرون ثانية على الموت.
لاجئون سوريون؟ لا - كمال أبو ديب

قصائد غير مخصصة للاستهلاك الفالنتايني

لكل من يؤمن أن الحب أسمى من أن يتحول إلى سلعة معلبة حمراء يُتاجر بها …

لكل من يؤمن أن الحب أكبر من أن يُختزل في يوم أو في عيد….

لكل من يؤمن أن الحب نهر متدفق لا يتوقف عند منعطف لينعم باحتفال سكان المنطقة به و كأن مروره هو الاستثناء…

لكل من يؤمن أن الحب ليس شمبانزي في يده وردة حمراء ابتاعها على عجل ٍ من كشك على ناصية الطريق أثناء عودته إلى المنزل …

لكل من يؤمن بأن أحلى ما في الهوى التضمين و يمارس طقس الحب بجلال و خفر يليقان به كعبادة … 

لكل من لا يؤمن بيوم فالنتاين يوما للحب ، له منّي كل الحب …

و له باقة من القصائد التي تليق بكل يوم تحت أيّ مسمى للحب فيما عدا الفالنتاين ..

 

أغار
أنسي الحاج

 

أغارُ عليك من الطفل الذي كُنت ستلدينه لي.
من المرآة التي ترسل لك تهديدك بجمالك.
من شُعوري بالنقص أمامك.
من حُبّك لي.
من فنائيَ فيك.
ممّا أكتب عنك كأنّني أرتكب فضيحة.
من العذاب الذي أُعانيه فيك، من العذاب الأكثر بلاغة من المُتعذّبين.
من صوتك من نومك ومن وضع يدك في يدي.
من لفظ اسمك.
من جهل الآخرين أنّي أُحبّك، من معرفة الآخرين
أنّي أُحبّك، من جهل الآخرين أنّي أغار عليك، من معرفة الآخرين أنّي أغار عليك.
من سعادتي بك، من سعادتك بأيّ شيء، من وجودك حُرّة.
من وجودك عَبْدَة.
من وجودك لحظة.
أغار عليك من غَيْرتي عليك.
من أوّل مساء.
من عطائك لي.
من تعلُّقي بك أشَدّ أشَدّ.
أغار عليك لأنّك تقرأينني وأنا أُريد أنْ تحفظيني.
لأنّك قد تحفظينني وتحفظين سواي.
لأنّي لا أرى غير حَمْقى،
لأنّي لا أرى غير أذكياء.
لأني أُحاصرك وأتعهّدك كالوحش
لأن حُبّي يخنقك.
أغار عليك ممّا أشتهيك أنْ تكوني، وممّا تشتهين أن تكوني، وممّا لا تقدرين أنْ تكوني.
من المرأة لأنّك امرأة ومن الرجل لأنّه يراك.
من الجنس لأنّه حتّى يعود يجب أنْ يتوقّف.
من كُلّ ما سيكسره نظرك.
أغار عليك لأنّي خَطَبْتك جاهلاً عددك.
لأنّي أخنقك بحُبّي وأنت لا تقدرين أنْ تُحبّيني وأنت مخنوقة بحُبّي.
لأنّي ساخط لأنّك أجمل النساء.
لأنّي أمدحك فأخاف أنْ تسمعي في مديحي أصوات آخرين.
أغار عليك من الأشياء التي يكبر فرحك بها لأنّك تُحبّينني.
من نبوغ جسدك.
من عابري السبيل ومن الذين جاؤوا ليبقوا ومن الأبطال والشهداء والفنّانين.
من إخوتي وأولادي وأصدقائي.
من الأقوياء لأنّهم يأخذون الإعجاب ومن الضعفاء لأنّهم يبدأون بأخذ الشفقة.
من لبؤة الرجاء النائمة.
من الأنغام والأزهار والأقمشة.
من انتظار النهار لك، ومن انتظارك اللّيل.
من أقصى الماضي إلى أقصى الماضي.
من الكُتب والهدايا ومن لسانك في فمي.
من إخلاصي لك فُرادى وجماعات.
من الموت.
أغار عليك أَجَنَّ أَجَنَّ كلّما تضايقت من غَيْرتي عليك.
أغار عليك من جميع الأعداء ومن جميع الحلفاء.
من الحياة الرائعة التي نقدر أنْ نعيش.
من ورق الخريف الذي قد يسقط عليك.
من الماء الذي يُتوقّع أنْ تشربيه.
من الصيف الذي تخترعينه بعُرْيك.
من الطفل الذي كُنت ستلدينه لي.
من الطفل الذي لن تلديه أبداً…

 

قصائد نساء البشتون

عجل إلي
لأمنحك فمي يا حبيبي
هذي الليلة
أبصرتك ميتاً في الحلم
فجن جنوني.

■ ■ ■

في الليل،
الشرفة قاتمة
والأسرّة كثيرة
وخشخشة أساوري
يا حبيبي
تدلّك على الطريق إليّ.
إجعلْ من نفسك
متسولاً وأبله
واخرج إلى ملاقاتي
لا أحد يستطيع
أن يقطع الطريق
على متديّن تائه.

■ ■ ■

يحرمك الله كل متعة في رحلتك
يا الذي غادرتني محرومة
من المتعة.

■ ■ ■

انتشر ضوء الفجر الأبيض
وأنا المسكينة
لا أزال أحاول
إمتاع العشيق الحرن.

■ ■ ■

جميلة أنا إلى جانبك،
أمنح فمي وأفتح ذراعي
وأنت مثل الجبان
تستسلم للنوم.

■ ■ ■

أسرع لإشباع رغباتها،
يا حبيبي
جامحة مهرة القلب،
تحطم كل الأعنة.

دس يدك برفق تحت أكمامي:
نور،
نضج،
رمان قندهار.

■ ■ ■

سروالي الأحمر لون النار
ينزلق على فخذي
قلبي دليلي
أنك ستكون عندي
الليلة أو بكرة.

■ ■ ■

لا تجزع!
لك فمي
فالتهمه
ليس من سكر
ليذوب.

■ ■ ■

غداً
الجياع من عشاقي سيشبعون
إذ إني سأعبر القرية
بوجه حسير
وبشَعر متروك للريح.
سفر

سنية صالح

أركاديوأركاديوأطوني كما تَطوي أوراق الشِّعر،
كما تطوي الفراشات ذكرياتها
من أجل سفر طويل
وارحلْ إلى قمم البحار
حيث يكون الحُبُّ والبكاءُ مُقَدَّسَين.

 

حريق
أونغاريتي

أنتِ المرأة التي تمرّ
كورقة
وتتركين فوق الأشجار حريقاً من خريف
حمّى

فروغ فرخ زاد
في حمّى الليل / أتحطّم كالجدران/ بضفائري الثقيلة / بين يديك
وأهدي إليك الورود الاستوائية / هذا الإقليم الدافئ الأخضر الفتي
قلبي يحدّثني

ابن الفارض
قلبي يحدِّثني بأنكَ مُتلفي/ روحـي فـداكَ عرفْتَ أم لـم تعرفِ
لم أقضِ حقَّ هواك لو كنت الذي/ لم أقضِِ فيه أسىًً، ومثليَ من يَفِ
مالي سوى روحي، وباذلُ نفسه / في حبِّ من يهواه ليس بمسـرفِ
فلئن رضيتَ بها فقد أسعفتني / يا خيبة المسعــى إذا لـم تسعفِ

 

أبو فراس الحمداني

تسائلني من أنت؟ وهي عليمةٌ وهل بفتىً مثلي على حاله نُكْرُ
فقلت كما شاءت وشاء لها الهوى قتيلُكِ. قالت: أيُّهم؟ فهم كثرُ
فقلت لو شئتِ لم تتعنَّتي ولم تسألي عني وعندكِ بي خبرُ
فقالت لقد أزرى بك الدهر بعدنا فقلت معاذ الله بل أنت لا الدهرُ
أليس وعدتني

مجنون ليلى
أليسَ وعدتني يا قلبُ أني إذا ما تبتُ عن ليلى تتوبُ
فها أنا تائبٌ عن حب ليلى فما لكَ كلما ذُكـِرَتْ تذوبُ

 

نزول الستار
سعيد عقل

دعْ مِن غدٍ وأمسْ، اليومَ، خُذ خَصري…
وارقُص على الزهْر، ولتَتَلوَّ الشمس…
أُحِبُّها تَغارْ، هذي التي فوقُ
وأنتَ لي طوْق، مِن قُبلٍ ونار
الشمسُ أم أنا، قل، وسنى عينيكْ
قل، مَن على كَفَّيك، تقلقُ أَفتَنا؟
وتُشتهى أكثرْ… وبعدَ ما تغيبْ،
تسألُ، يا حبيب: «مَن خصرُها عنبر؟»
ألشمس فَلتهلَكْ..أنزِل، كَمن يغارْ،
بوجهها السِتار…كلُّ جمالي لكْ…
من شعر ربيعة الرقيّ
مدرج في طبقات الشعراء لابن المعتز
يا ليت من لامنا في الحبّ جرّبه، فلو يذوق الذي ذقتُ لم يلمِ
الحب داء عياءٌ لا دواء له، إلا نسيمُ حبيب طيّب النسمِ
أو قبلة من فمٍ مخالسة، وما حرامٌ فمٌ ألصقته بفمِ
هذا حرام لمن قد عدّه لَمَماً، ولن يعذِبنا الرحمن باللممِ
…تُبنا وصمنا وصلّينا لخالقنا، ولم تتب أنت من ذنب ولم تصم

 

كمال خير بيك

رأيتك تحت ردائي تهبين كالعاصفة
وكنت على مدخل الوطن المتباعد عني وعن كلماتي
أراجع ذاكرتي النازفة
وأصغي لوقع الجراح التي تتزاحم في خطواتي.
رأيتك تأتين من وردة الريح، من غزل الجرح للمقصله
رأيتك تأتين من شهوة الماء للنار، من صخة الزلزله
رأيتك تأتين كي تصبحي
صليباً جديداً لقلبي
وتستعجلين دقيقة صلبي
رأيت يديك تطوفان في أفقي المستحيل
وتنتصبان كقوس المطر
وشاهدت وجهك ينهض فوق رمال حياتي كغاب النخيل
ويطفر بين مسالك ليلي الطويل
كنبع الشرر
رأيتك تأتين مني إلي
كسرّ عتيق
وتلتجئين لجرحي الخفي
وفي نبراتك صوت عميق
يقول بأنك كنت وما زلت فيّ.
صراحة

سعدي يوسف
قالت: قد كنتُ أحبُّكَ…
لكنّ الدّنيا مسرعةٌ.
هل أبصرتَ جواداً يعدو في سَهْبٍ مرتفعِ العشبِ؟
الدنيا مسرعةٌ
وأنا المأخوذة بالشُّهُبِ
اخترتُ مصيرَ الشّهُبِ …
اتركْني!
أرجوكَ!
اتركْني…
عصف الريح

سافو
دونما إنذار
ومثل عصف الريح بالبلوط
يرنّح الحب قلبي
أوقفتني

قاسم حداد
أوقفتني في التجربة وقالت لي:
لا أطلعُ إلا في ليلٍ
ولا أصعد إلا إلى عرش
ولا أقفُ إلا على حق
ولا أتبدّى إلا لنبي
ولا أشهد إلا على حب
ولا أذهب إلا لعرس
ولا أقرأ إلا آيتك
ولا أعرف إلا اسمك
ولا ألبس إلا لك
ولا أخلع إلا معك
ولا أفرح إلا بك
ولا أحزن إلا عليك
ولا أسمع إلا صوتك
ولا أكتب إلا بوحك
ولا أفهم إلا نصّك
ولا أدخل إلا بيتك
ولا أنام إلا في تختك
ولا يدفئني إلا زندك
ولا تسكرني إلا كأسك
ولا أشرب إلا شهدك
ولا يوقظ فراشتي سواك
ولا يأخذني إلاكَ ..
لا شريكَ لكَ فيَّ
أوقفتني في زجاج المشكاة وقالت:
الحرف كالحب،
لا خلاصَ منه إلا بإعلانه،
ولا شفاء منه إلا ببرهانه،
ولا ذهاب عنه إلا بإتيانه،
ولا فوزٌ به إلا بخسرانه،
ولا بياضٌ له إلا بألوانه،
فليسَ الحرفُ حبٌ إلا بعنوانه.
أوقفتني في سدرة المعنى وقالت:
لن تراني مثلما أراك،
فليست الرؤية في العين،
الرؤية في القاف.
ولن تشهدني مثلما أشهدك،
فليست الشهادة في النجاة،
الشهادة في التهلكة.
ولن تضعني على جرحٍ مثلما أضعك،
فليس البلسمُ في التَعديل،
البلسم في الجَرْح.
وإذا وضعوا الشمس في يمينك
والقمر في شمالك/ على أن تبوح
فلا تقل لهم التأويل/ قل لهم المعنى.

 

درس من كاما سوترا
محمود درويش

 

بكأس الشراب المرصَّع باللازوردِ
انتظرها،
على بركة الماء حول المساء وزَهْر الكُولُونيا
انتظرها،
بصبر الحصان المُعَدّ لمُنْحَدرات الجبالِ
انتظرها،
بذَوْقِ الأمير الرفيع البديع
انتظرها،
بسبعِ وسائدَ مَحْشُوَّةٍ بالسحابِ الخفيفِ
انتظرها،
بنار البَخُور النسائيِّ ملءَ المكانِ
انتظرها،
ولا تتعجَّلْ، فإن أقبلَتْ بعد موعدها
فانتظرها،
وإن أقبلتْ قبل وعدها
فانتظرها،
ولا تُجْفِل الطيرَ فوق جدائلها
وانتظرها،
لتجلس مرتاحةً كالحديقة في أَوْج زِينَتِها
وانتظرها،
لكي تتنفَّسَ هذا الهواء الغريبَ على قلبها
وانتظرها،
لترفع عن ساقها ثَوْبَها غيمةً غيمةً
وانتظرها،
وقدّمْ لها الماءَ قبل النبيذِ ولا تتطلَّع إلى تَوْأَمَيْ حَجَلٍ نائمين على صدرها
وانتظرها،
ومُسَّ على مَهَل يَدَها عندما تَضَعُ الكأسَ فوق الرخامِ
كأنَّكَ تحملُ عنها الندى
وانتظرها،
تحدَّثْ إليها كما يتحدَّثُ نايٌ إلى وَتَرٍ خائفٍ في الكمانِ
كأنكما شاهدانِ على ما يُعِدُّ غَدٌ لكما
وانتظرها،
ولَمِّع لها لَيْلَها خاتماً خاتماً
وانتظرها
إلى أَن يقولَ لَكَ الليلُ:
لم يَبْقَ غيركُما في الوجودِ
فخُذْها، بِرِفْقٍ، إلى موتكَ المُشْتَهى
وانتظرها!

 

من نص منشور بتاريخ 14 شباط 2009
أشرف كنجو
القاهرة

عيد الفالنتاين -valentine's day

Syrian Refugees Displaced by War Struggle to Survive in Coldest Winter

 
 
 
At least 80,000  Syrian refugees will have to spend the winter in tents. Many others are living in unfinished or unheated buildings with only slightly more protection.
 

Humanitarian crisis: A Syrian man carried a child through the snow during a winter storm in a refugee camp in Lebanon's Bekaa Valley

Humanitarian crisis: A Syrian man carried a child through the snow during a winter storm in a refugee camp in Lebanon's Bekaa Valley

 

 

Caught in the cold: A Syrian refugee works outside his tent during a winter storm in Zahle town, in the Bekaa Valley where some of the millions of displaced and refugees from the war in Syria live

Caught in the cold: A Syrian refugee works outside his tent during a winter storm in Zahle town, in the Bekaa Valley where some of the millions of displaced and refugees from the war in Syria live

 

 

 

 

 

The worst is yet to come: A storm named Alexa is sweeping across Syria and Lebanon, bringing with it high winds and freezing temperatures

The worst is yet to come: A storm named Alexa is sweeping across Syria and Lebanon, bringing with it high winds and freezing temperatures

 

 

 

 

 

Surviving the cold: A woman is carrying bread and water in the tented settlement in Lebanon's Bekaa Valley, home to more than a thousand people

Surviving the cold: A woman is carrying bread and water in the tented settlement in Lebanon's Bekaa Valley, home to more than a thousand people

 

 

 

Little sheltyer: Two Syrian refugee children run for cover from the snow in Zahle

Little shelter: Two Syrian refugee children run for cover from the snow in Zahle

 

 

 

 

Doing their best: A family sit close together inside their tent to keep warm in the winter storm

Doing their best: A family sit close together inside their tent to keep warm in the winter storm

 

 

 

Sapiosexuality

Definition of sapiosexuality :

(sā-pē-ō-sĕk-shü-ăl'ĭ-tē)

1. (n.) A behavior of becoming attracted to or aroused by intelligence and its use.

Origins: From the Latin root sapien, wise or intelligent, and Latin sexualis, relating to the sexes.

Example: Me? I don't care too much about the looks. I want an incisive, inquisitive, insightful, irreverent mind. I want someone for whom philosophical discussion is foreplay. I want someone who sometimes makes me go ouch due to their wit and evil sense of humor. I want someone that I can reach out and touch randomly. I want someone I can cuddle with. I decided this all means that I am sapiosexual.

SAPIOSEXUALITY

دار الجديد تغيّب أنسي الحاج عن القارىء العربي

طوال السنوات الماضية و أنا زائر منتظم لمعارض الكتاب في عدة مدن و بلدان منها القاهرة وأبوظبي والشارقة….الخ . وعادة ما تقدم تلك المعارض خدمة الاستفسار عن كتاب سواء عن طريق اسم الكاتب أو عنوان الكتاب لتسهيل الحصول على الكتاب من خلال الخدمة الالكترونية. في كل مرة أقترح اسم الأستاذ أنسي الحاج أو اسم أحد مؤلفاته فلا أجد أي مؤلَف أو ذكر لأنسي الحاج، ليأتي جواب موظف الخدمة : عذرا لا وجود لإسم المؤلف أو الكتاب!

خلال معرض الكتاب الأخير في الشارقة والذي زاره أكثر من مليون زائر بحسب إحصائيات القائمين على المعرض،  سألت أصدقائي المسؤولين عن دور النشر عن سبب غياب اسم كبير مثل أنسي الحاج عن المعارض ، معظمهم أخبرني أن الأستاذ ينشر من خلال دار الجديد، وهذه الأخيرة لا تحضر معارض الكتاب. 

لا أعرف من هو ناشر كتب الأستاذ، لكن ما أعرفه جيدا أنني لم أصدف دار الجديد في أي معرض من معارض الكتب التي زرتها، اللهما إلا معرض بيروت الذي لم أزره بعد!

معرض الشارقة للكتاب

أطوار القمر خلال شهر تشرين الثاني 2013- نوفمبر

للمهتمين بأطوار القمر خلال شهر تشرين الثاني – نوفمبر 2013

قمر تشرين الثاني 2013

أدلجة العولمة في العصر الرقمي – الدكتور نبيل علي

الدكتور نبيل علي

تصبو العولمة الراهنة في العصر الرقمي إلى احتواء كل أنشطة الإنسان، وممارساته،وعلاقاته وأفكاره وقيمه ومعتقداته وأمور تنميته وبيئته وصحته وشغل أوقات  فراغه، بالإضافة إلى كل ما يتعلق بالسيادة والهوية وحقوق الأقليات والملكية الفكرية. العولمة إذن-كما يقول محمد عابد الجابري- ليست  آلية من آليات التطور الرأسمالي بل هي أيضا، وبالدرجة الأولى، أيديولوجيا تعكس إرادة الهيمنة على العالم.

إن العولمة في حقيقة أمرها، ما هي إلا أدلجة متسرعة ذات طابع انتهازي، تتم في غيبة من الأيديولوجيات المناهضة، وتستند إلى فكر منحاز ومعرفة عارضة وعلم زائف من قبيل نهاية التاريخ وصراع الحضارات، والفوضى الخلاقة، وما شابه، وعلى الرغم من طابعها الأيديولوجي، فهي تقدم رؤيتها الكونية بوصفها نقيضا للأيديولوجيا، زاعمة أن الجنس البشري لديه القدرة لأورة مرة على بناء مستقبله لا على أوهام أيديولوجية سقيمة، بعلى على مجموعة من الأسس والقيم العامة المشتركة بين البشر جميعا. وتنطلق هذه النظرة من اعتقاد مؤسسيها أن حداثة الغرب لا نهاية لها ولا تعمل على نمط نهائي فهي إلى تطوير مستمر، وأن نموذج الاقتصاد الليبرالي القائم على تحرير الأسواق هو نمط التقدم الذي يناسب الجميع.

وما أبعده حلما على الواقع، فها هي حداثة الغرب تعاني الأزمات على عدد من الجبهات، وترتفع الأصوات المناهضة لها إلى حد إعلان القطيعة التامة معها من قبل معظم مفكري ما بعد الحداثة، وتؤكد حقائق الواقع، وأرقام الإحصاءات، أن عولمة الأسواق لا تقيم تلك القرية الكونية الي لا يملون الحديث عنها، وعن ذلك الوئام الذي يعم في أرجائها، ينعم فيه الجميع بسلام دائم على أسس من خلق عالمي يلتزم به البشر كافة، وإن لم ..فإزلام يُفرض بقوة القانون من خلال المنظمات الدولية، وعسى أن يكون في الكساد الاقتصادي الذي حل بالعالم أخيرا، من جراء هذا الفكرة العولمي المؤدلج قصير النظر، عبر لمن يتعظ. 

العولمة

سورية… لنا نبـل الحزن…وإرادة النصر

أشرف كنجو
لنا الجمعة الحزينة و أيام عاشوراء وسيف بني أميّة…
لنا نبل الحزن وشكيمة الصبر وإرادة النصر … 
لكم خياناتكم وفنادقكم و بهرجة فرح ٍ خادع بكرسي زائل في مجلس ٍ عاقر ٍفي التاريخ عابر  … 

 

لنا نصر الله و قيامة المسيح وتراتيل فيروز وذو الفقار يذود عن سيف دمشق المسلول في ساحة الأمويين …
لكم زريبة في حاشية التاريخ خلف بلاط أمرائكم المفتين بنكاح أخواتكن…
ولمثلنا قيل: "أمويون فإن ضافت بهم ألحقوا الدنيا ببستان هشام"…
لنا هيهات منا الذلة …ولكم كل الذلة …
سورية_سوريا_syria

الجائزة العالمية للرواية العربية أداة للصراعات الإقليمية

 

أشرف كنجو

على مدى قرابة السنتين نواظب أنا وأصدقاء في منتدى اقرأ – المنتدى العربي للكتاب -في دبي على قراءة القائمة الطويلة لجائزة البوكر بنسختها العربية ، أو ما يعرف بالجائزة العالمية للرواية العربية. حيث جمعنا حب القراءة و الرغبة بإلزام أنفسنا بقراءة رواية واحدة على الأقل خلال الشهر، في مدينة كدبي حيث العمل الذي يطيح بكل الوقت ديدن الحياة ونمط معيشي لأغلب ساكني المدينة.

ولما كان الاختلاف على الاجتماع على اختيار رواية معينة ، قرر الأعضاء اتخاذ قائمة البوكر الطويلة كقائمة قراءة على مدار العام، تسهيلا لعملية انتقاء الرواية الشهرية، وربما إيماناً من الأعضاء أن مجرد ترشيح الرواية للجائزة شرط كاف لجعلها جديرة بالقراءة، وأفضل من غيرها من الروايات.

و منذ دخولي المنتدى كان لي اعتراض لم أفصح عنه بداية الأمر متعلق بالجوائز بشكل عام و الجوائز الثقافية بشكل خاص و جمهور الجوائز، من حيث تسليع الذائقة من خلال الجوائز التي لطالما آمنت بأنها تخدم سياسة واقتصاد أكثر مما تخدم الغاية المناطة بالجائزة، فتتحول الظواهر الثقافية إلى كرنفالات احتفالية وعلاقات عامة بعيدا عن الجوهر. وبعد عدة روايات رديئة على كافة المستويات بدأت أتململ حقاً من الموضوع وهو ما لاحظه معظم الصديقات –لإن الصفة السائدة لأصدقاء المنتدى هي من الإناث في ظل عزوف الرجال عن فكرة القراءة على ما يبدو-  في المنتدى، وكان معظمنا في نقاش كل رواية يتساءل عن سبب ترشيح رواية كهذه أو تلك للجائزة، إلى أن خلصت أنا ومجموعة من الصديقات بأن ترشح رواية ما إلى جائزة البوكر هو رهن ردائتها.

في أوائل كانون الأول من 2012 تم الإعلان عن القائمة الطويلة لجائزة الـ 2013 في الدورة الخامسة للجائزة، ولم أستغرب عدم ترشيح رواية فرسان الأحلام القتيلة لمؤلفها ابراهيم الكوني أهم القامات الروائية في وقتنا الحالي للجائزة، كون الكاتب ليس مؤيدا للربيع العربي ومن أهم منتقديه في حين تم ترشيح رواية إلياس الخوري للسبب ذاته، مع الحرص على وضع رواية لوليتا لواسيني الأعرج في القائمة الطويلة كمحاولة لتلميع صورة الجائزة البائسة.
 

اليوم تم الإعلان عن القائمة القصيرة للجائزة مع استبعاد رواية واسيني الأعرج، مع الحرص على اختيار أهم رموز "الربيع العربي" في سوريا علي فرزات كعضو لجنة تحكيم للجائزة هذه السنة على وجه الخصوص دوناً عن السنوات السابقة.

وأحب أن أختتم بجزء من حوار لأسعد الجبوري عن جائزة البوكر العربية أجراه عام 2008 بخصوص جائزة البوكر العربية :

** :بعد عدة مجموعات شعرية اتجهت للرواية و أصدرت 3 روايات،لماذا هذا الاتجاه ، وهل منحتك الرواية ما لم يمنحه الشعر ، وما الذي يمكن للرواية أن تمنحه للشاعر؟

** أسعد الجبوري: كان يوم ذهابي للرواية يوماً عظيماً.كنت هارباً للتو من قبضة الإعدام. وكان عليّ التقاط الأنفاس وكتابة سيرة شخص سياسي معارض حكم عليه بالإعدام، فحاول مغادرة العراق عن طريق مهرب دولي كان يعمل ضابطاً في الأمن الحكومي.ولو لم تقع زوجة ذلك الضابط في غرامه وتحتجزه في منزلها (منزل الشهوات) الحدودي لأيام، لكانت الأمور قد ذهبت باتجاهات أخرى. إن روايتي((التأليف بين طبقات الليل))التي أصدرها إتحاد الكتاب العرب كانت ثمرة ذلك الهروب الأول، ليس هروباً من الشعر،بل من الموت. بعدها كتبت روايتي الثانية ((الحمى المسلحة)) التي صدرت عن الشركة العربية الأوروبية ومن ثم رواية((اغتيال نوبل)) التي تمثل كما أعتقد قفزة في تاريخ الرواية العربية. ولكنها قفزة في فراغ النقد.

** : لماذا لم تدخل بها للمشاركة في جائزة البوكر العربية مثلا؟

** أسعد الجبوري: لقد شاركت العام الفائت. ولكن الأمور كما يبدو كانت شائكة ومعقدة وغامضة.

** : كيف؟

** أسعد الجبوري: لقد أصبحت جائزة بوكر العربية أشبه ببركة للرمال المتحركة. ثمة تناقضات مرعبة. لقد تُركتِْ هذه الجائزة على قارعة الطريق دون تخطيط تقني أو حماية دقيقة. لقد تخلى عنها الإماراتيون بطريقة محرجة، وهو ما أعطى انطباعات غير ودية وطيبة عن الطريقة التي تمت بها تبني مشروع الجائزة ورميها إلى خارج الحضن الخليجي، وكأنها تحمل عاراً!!. فهل تبنت دولة الإمارات مشروع هذه الجائزة من أجل عيون فلانة مثلا؟أم من أجل أمية فلان وسمسراته ؟. ما حدث برأيي يعكس عملاً يؤكد على خطيئة غير مسبوقة تعني إلغاء الشخصية المحلية لدول الخليج.

** : ماذا تعني بذلك .هل ثمة ما يريب مثلا ؟

** أسعد الجبوري: هذا سؤال يوجه إلى مؤسسة الإمارات في أبو ظبي: لماذا تم تسليم لحية جائزة البوكر إلى أشخاص لا يملكون موهبة تؤهل أحدهم للتحكم بمصير الجائزة وآفاق عملها عربياً؟.ما الثقافة العظيمة التي يتمتع بها صموئيل شمعون ليكون رئيساَ للجنة تحكيم هذه الجائزة مثلاً، وهو شخص بسيط لا يملك أية مقومات ثقافية أو نقدية تؤهله لهذا المنصب الذي رُتب إليه ترتيباً. و من هي غالية قباني أو جمانة حداد على صعيد الفقه الروائي أو البلاغة النقدية عربياً لتسند إليهن مثل تلك المهمات مقابل الدولارات والعمولات الجانبية؟ ألست هذه الأسماء أشبه بعملية تدمير مسبقة الصنع للجائزة التي حُددت بأسماء دون معنى على صعيد النقد الأدبي والتحكيم ؟. ألا يوجد في الإمارات العربية المتحدة شخصيات نقدية وثقافية مهمة ومؤثرة ولها باع طويل من أمثال القاص محمد المر والدكتور صلاح قاسم والروائي علي الرز والروائي إسماعيل فهد إسماعيل وطالب الرفاعي ويوسف المحيميد ومحمد عبيد غباش، وعلي أبو الريش وأمين صالح وسواهم من نجوم الأدب ليعهد لهم مسؤولية هذا الجائزة الإماراتية إدارة وإشرافاً وتحكيماً ؟!!.ألا يصاب الإماراتيون بالصدمة عندما يصبح عنوان جمانة حداد ((ص.ب: 280 – جونية – لبنان ))بدلاً عن أبو ظبي عنواناً لإدارة الجائزة؟!!

** : ألهذا السبب قاطعها الكثيرون كما ذكرت الصحافة العربية؟

** أسعد الجبوري: نعم. الروائيون العرب عبروا عن مرارتهم من سوء إدارة الجائزة. لقد غيب القائمون على إدارتها أكثر من ثلاثين روائياً عربياً بسبب العداوات الشخصية والمشاكل الطائفية والانتماءات الإيديولوجية والصراعات الإقليمية.

 

217783_461228087258485_1720611447_n

ياسمين الشام العتيقة وفرانك سيناترا

 

كان لي حلم بسيط كما كان يبدو في الماضي القريب.. أن أجمع باقة من الياسمين الأبيض المعرّش على جدران حدائق المنازل المطلّة على شوارع دمشق بوفرة في طريقي إلى منزل حبيبتي، لاصحطبها في "تمشاية" تحت مطر ناعم خفيف في أزقة الشام القديمة …وهنالك يتآمر علينا المطر فيضاعف من وتيرة انهماره…فنركض ضاحكين من زواية لأخرى هرباً من مياه زواريب سطوح البيوت العتيقة المتآمرة مع المطر في رشق العشاق بسهام من مياه ديم دمشق السكوب  …
اليوم تبدو كلمات أغنية فرانك سيناترا "Fly Me to the Moon"

 
 
حيث يقول :
Let me see what spring is like
On a, Jupiter and Mars
 
أسهل تحقيقا من ذلك الحلم الذي كان بسيطا يوما ما !

 

ياسمين الشام
© 2013 www.ashrafkanjo.com