لماذا لا يدعوننا نتصالح مع سنّنا في أيّ من مراحل العمر؟ عندما نكون مراهقات، يتوجب علينا أن نبدو شابات جذابات عبر شراء أدوات المكياج وإزالة «الشعر الزائد» والحواجب، وتقليم أظافرنا، وتسريح شعرنا بأدوات «مخصصة لعمرنا» غالباً ما تكون زهرية اللون لجذب أنظارنا، على اعتبار أننا ننجذب بيولوجياً للون الزهري. كما علينا أن نتحدث ونتصرف بأسلوب يوحي بأننا «صبايا» في العشرينات. وعندما نغدو في أواخر العشرينات، علينا أن نبدأ «بمحاربة» علامات تقدم سنّ البشرة، عبر شراء كريمات الشدّ للوجه وإزالة الترهّل عن باقي أعضاء الجسد، والخضوع لعمليات التجميل، و«مكافحة» بياض الشعر عبر شراء مختلف أنواع الصباغ، والهوس بتخفيض الوزن.
لا أريد أن أكبر وأضطر للخضوع إلى هذه الصور. لا أريد أن «أعتاد» سني، بل أن أعيشه وأستمتع به. أفرح كثيراً عندما أشاهد نساء مسنات في قريتي يعملن نهاراً في الحقول، ويجتمعن عصراً في ساحة الضيعة ليشربن القهوة ويتبادلن الأحاديث. وأفرح كثيراً عندما أرى نساء مسنات يسرن بحماس وفرح في شارع الحمراء، إما للتبضع أو لتناول القهوة في أحد مقاهيها.
أريد أن أكبر وأغدو مثلهن، عاملة مفعمة بالحياة والصحة.
لكن، قبل ذلك، أريد أن أراهنّ على التلفزيون ولوحات الإعلان.
Post a Reply