أقدم ما كتب التاريخ من حضارةٍ اجتمع فيها الأدب والفن . ماردين سماؤها عناقٌ للمآذن والنواقيس . وأرضُّها حضن أمّ تضم أبناءها بالمحبة والدفء .
داخل القلعة وُلِدت أمهات الكتب وأروع الأحبة . وخارج القلعة أبناءٌ مهاجرون.
في كل بلاد العالم ماردينيون رغم المسافة والغربة والزمن يشتاقون إلى ترابكِ العتيق، إلى الأسواق القديمة العليّات . إلى جدرانٍ عليها صور الأجداد والعكاكيز وحكايات الجدات حوال مواقد لم تنطفأ نارها بعد.
في كل زاوية مقاعد ولقاءات . أطفال يحلمون بعودة المغتربين . أوتار ودبكات . وماليّة وأعراس . شوارع ترتفع على مصاطبها ضحكات ورياحين.
ماردين لا تزال في القلب أينما كنتم يا أبناءها الطيبين .تحملونها في نبضاتكم صلباناً وقرائين . وحدها …وحدها من بين مدائن الأرض أرسلت مووايلها إلى كل مكان. وحدها يعرف اسمها أهل الأرض لإن اسم ماردين لا يفارق ألسنتهم و القلوب.
هي لا تزال هي… عيونها مفتوحة على كل الدروب ، صوتها لغة الضاد ، وهمسها أحبكم ..أحبكم أينما تكونون.
تاج الشمال السوري ولؤلؤة الأناضول …ماردين ..تعلمتُ منكِ الغناء فهل يصلكِ الصوت ؟
نبذة عن مدينة ماردين : هي من الأقاليم السورية الشمالية التي ضمت إلى تركيا بموجب معاهدة لوزان عام 1923 بين تركيا من جهة وبريطانيا وفرنسا من جهة أخرى. يتكلم سكانها العربية والتركية والكردية والآرامية بالإضافة إلى لغات أخرى. يختلف سكانها عرقياً وثقافياً عن الولايات الغربية التركية حيث أن ماردين كانت تتبع لبلاد الشام تاريخيًا (حتى سلختها معاهدة لوزان عن سورية عام 1923) ومعظم سكانها من أصول سورية حالهم كحال أهل عنتاب وأورفة ومرعش التي كانت جزءًا من بلاد الشام حتى نهاية العهد العثماني.
تعود أصل تسمية المدينة إلى اللفظة الآرامية ܡܪܕܐ بمعنى القلعة وقد عرفت بهذا الاسم منذ عصر الإمبراطورية الآشورية الحديثة . كما أن هناك تفسير آخر لمعنى التسمية وهو أنه يعود لنفس اللفظة بمعنى آخر وهو المتمرد.
يعود ذكر المدينة إلى العصر الآشوري في الألف الأول قبل الميلاد، وقد اشتهرت المنطقة بكثرة القلاع.
يذكر أن وديع حداد والد العظيمة فيروز كان قد نزح مع عائلته من مدينة ماردين الواقعة في تركيا حاليا، وعمل لاحقا في مطبعة ببيروت.
«هنا دمشق» عن تدوينة لماهر المونس، وسيناريو وإخراج ضحى الإبراهيم وشاركت في كتابة السيناريو أيضا كندة يوسف.
تقول الإبراهيم: «الفيلم يجول في أماكن بسيطة، تمر بها كل يوم غير مدرك لأهميتها في ذاكرتك، في ماضيك أو في هذه اللحظات، دقائق عفوية قضيتها مع من تحب لم تنسها قط، ضحكات متتالية أو دموع، ملامح تذكرها جيداً فقد بدت على وجوه الجميع حتى على وجهك أنت، هي موسيقا تسمعها كل يوم أو أصوات تتم حكايتك اليومية المعتادة، هي روائح متداخلة وإن لم تميزها جيداً لكنك ستشعر أن الياسمين والدخان يعبقان بها، إن امتنعت يوماً عن استنشاقها أو كره بعضها فإنك حتماً ستشتاقها، هي كل الأجزاء البسيطة التي تخصك أنت، قطع متناثرة أعدت وجودها وأحببتها من دون إدراك، انسابت بداخلك لتعطيك شعوراً غريب لعله الحب أو أنه الوطن. يمكن أحياناً أن تغيب لكن ستبقى تحيا لتحيي أشياء من نفسك.. فهي كانت هنا وماتزال «هنا دمشق»».
I played this segment of what I prefer to call " East West Guitar Journey Fusion" on the occasion of the second anniversary of Alsayegh Media celebration.
Since the audience came from many different cultural backgrounds, I tried within the musical notes of the guitar to simulate the concept of a train traveling from one place to another, making stops at several train stations, establishing a bridge connecting people from here and there, shiping goods from one departure station to the next destination stop, and vice versa .
They say music is a harmonic connection between all living beings, hence I tried to mix that breed of harmony and come up with this fusion, to reinforce that music is not only a bridge between earth and heaven, but a bridge between east and west.
غنت أم كلثوم على مسرح (الأولمبياد) عام 1968، في باريس، وحدث السقوط وهي تغني (الأطلال)، وعندما انطلق صوتها الصداح بهذا البيت: (هل رأى الحب سكارى مثلنا كم بنينا من خيال حولنا).
في هذه اللحظة، استبد الطرب بأحد الشبان من الجمهور، فانطلق مسرعاً وصعد إلى خشبة المسرح، وجلس أمام أم كلثوم على ركبتيه وأمسك قدمها اليمنى بكلتا يديه، عازماً وبإصرار على تقبيلها، ورفضت هي أن يقبل الشاب قدمها، وحاولت تخليص قدمها من بين يديه، فشدتها إلى الوراء، وبين شدها لقدمها وتشبث يدي الشاب بها، تهاوى جسدها، وسقطت على خشبة المسرح.
ولا شك أن سقوط أم كلثوم كان مؤلماً وموجعاً جداً لها، لكن المهم أن الحادث كله من لحظة سقوطها إلى وقوفها وعودتها للغناء لم يستغرق أكثر من ثلاث دقائق، فصبرت على الألم وتحاملت على الوجع، ونهضت لتواصل غناء (الأطلال) بنفس الإبداع والقوة والإبهار.
وبذكاءٍ شديد حولت الحادث المثير، إلى نكتة، لتخرج الجمهور من حالة التوتر وتعيده إلى جو الغناء والطرب، فبمجرد وقوفها عادت سريعاً لتغني (هل رأى الحب سكارى مثلنا) والشاب لحظتها في أيدي رجال الأمن يقودونه إلى خارج المسرح، وبذكاء أشد غنت صدر البيت على هذا النحو (هل رأى الحب سكارى بيننا) وهي تشير بيدها إلى آلشاب، فزال التوتر وضحك الجمهور وانطلق يصفق بقوة ويهتف لها بحرارة أشد انبهاراً بمقدرتها الفذة على تجاوز الحادث الأليم بسرعة، وشكراً وعرفاناً لها باحتمالها الألم الشديد من أجله لتنهض من سقوطها الموجع بسرعة فائقة لتقف شامخة وتعود للغناء لتسعده بصوتها المعجزة وغنائها العبقري.