بصحبة الشاعر شوقي بزيع- فراشات لابتسامة بوذا

شوقي_بزيع_أشرف_كنجو

 

نادراً ما تجتمع مع أحد أجمل من كتاباته ، لا سيما حينما تكون الكتابة شعراً، حيث الكتابة في أجمل وأبهى أشكالها .
شوقي بزيع يرسم الفرح والبسمة أينما وحيثما حلّ، ويخبىء الحزن ويعتق الأسئلة الفلسفية الوجدانية ليرققها ببلاغة شعرا ونثرا بلغة قال عنها أنسي الحاج لها (خفة الطائر ورشاقة الماء) فتجده مع أقرانه ممرا لشتى صنوف الفرح، لكن حينما يعود لنفسه يكون الحزن قد بلغ مداه فيكتب بحثا عن طوق النجاة، كما وصّف ذلك في قصيدة حملت اسم ديوانه الأخير( فراشات لابتسامة بوذا ) :

 

وصيَّرت جسمي ممراًّ لشتى صنوف المسرات،
حتى ثملتُ بخمري
وخارت قواي كأحصنةٍ متعبه
ولكنْ لِمَ الأرضُ لم تعد الأرضَ
كيما أفرَّ الى برِّها
طلباً للنجاة؟

سأقول لك أحبك – نزار قباني

نزار قباني

 

سأقول لك "أحبك".. 
حين تنتهي كل لغات العشق القديمه 
فلا يبقى للعشاق شيءٌ يقولونه.. أو يفعلونه.. 
عندئذ ستبدأ مهمتي.. 
في تغيير حجارة هذا العالم.. 
وفي تغيير هندسته.. 
شجرةً بعد شجره.. 
وكوكباً بعد كوكب.. 
وقصيدةً بعد قصيده.. 
سأقول لك "أحبك".. 
وتضيق المسافة بين عينيك وبين دفاتري.. 
ويصبح الهواء الذي تتنفسينه يمر برئتي أنا.. 
وتصبح اليد التي تضعينها على مقعد السيارة.. 
هي يدي أنا.. 
سأقولها، عندما أصبح قادراً، 
على استحضار طفولتي، وخيولي، وعساكري، 
ومراكبي الورقيه.. 
واستعادة الزمن الأزرق معك على شواطيء بيروت.. 
حين كنت ترتعشين كسمكةٍ بين أصابعي.. 
فأغطيك، عندما تنعسين، 
بشرشفٍ من نجوم الصيف.. 
سأقول لك "أحبك".. 
وسنابل القمح حتى تنضج.. بحاجةٍ إليك.. 
والينابيع حتى تتفجر.. 
والحضارة حتى تتحضر.. 
والعصافير حتى تتعلم الطيران.. 
والفراشات حتى تتعلم الرسم.. 
وأنا أمارس النبوه 
بحاجةٍ إليك.. 
سأقول لك "أحبك".. 
عندما تسقط الحدود نهائياً بينك وبين القصيده.. 
ويصبح النوم على ورقة الكتابه 
ليس الأمر سهلاً كما تتصورين.. 
خارج إيقاعات الشعر.. 
ولا أن أدخل في حوارٍ مع جسدٍ لا أعرف أن أتهجاه.. 
كلمةً كلمه.. 
ومقطعاً مقطعاً… 
إنني لا أعاني من عقدة المثقفين.. 
لكن طبيعتي ترفض الأجساد التي لا تتكلم بذكاء… 
والعيون التي لا تطرح الأسئله.. 
إن شرط الشهوة عندي، مرتبطٌ بشرط الشعر 
فالمرأة قصيدةٌ أموت عندما أكتبها.. 
وأموت عندما أنساها.. 
سأقول لك "أحبك".. 
عندما أبرأ من حالة الفصام التي تمزقني.. 
وأعود شخصاً واحداً.. 
سأقولها، عندما تتصالح المدينة والصحراء في داخلي. 
وترحل كل القبائل عن شواطيء دمي.. 
الذي حفره حكماء العالم الثالث فوق جسدي.. 
التي جربتها على مدى ثلاثين عاماً… 
فشوهت ذكورتي.. 
وأصدرت حكماً بجلدك ثمانين جلده.. 
بتهمة الأنوثه… 
لذلك. لن أقول لك (أحبك).. اليوم.. 
وربما لن أقولها غداً.. 
فالأرض تأخذ تسعة شهورٍ لتطلع زهره 
والليل يتعذب كثيراً.. ليلد نجمه.. 
والبشرية تنتظر ألوف السنوات.. لتطلع نبياً.. 
فلماذا لا تنتظرين بعض الوقت.. 
لتصبحي حبيبتي؟؟.
 

أطيل الصمت ..ولا أجيد الكلام

الصمت
أشرف كنجو

أطيلُ الصمت ..
 
ولا أجيد الكلام ..
 
حين أتكلم بقلبي تنساب الكلمات من فمي أجساداً متقدّة بالرغبة ..
 
يمتلأ المكان بزنابق بريّة …
 
يشفّني الوجد..
 
تهجع الدنيا ..
 
يصير الكون وجهكِ ..
 
أخرج مدفوعاً بحبّي ..حاملاً عشقي لكِ وللبلاد ..
 
فتنبثق الحياة ..

 

© 2013 www.ashrafkanjo.com